القديسة لوسي، المعروفة أيضًا بالقديسة لوشيا، هي إحدى القديسات المشهورات التي احتلت مكانة خاصة في التاريخ المسيحي. ارتبط اسمها بالنور والبصيرة، وحياتها كانت شهادة للإيمان والتضحية.
ولدت لوسي في القرن الثالث الميلادي في مدينة سيراكوزا بصقلية. تقول الأساطير أنها من عائلة ثرية ونبيلة. منذ صغرها، عُرِفت بتدينها وحبها للمسيح.
كانت لوسي قد كرست نفسها لله منذ شبابها، وقررت العيش في نقاء تام. عندما عرض عليها رجل الزواج، رفضت هذا العرض مؤكدةً أنها كرست نفسها للمسيح. هذا الرفض أثار غضب الرجل الذي قرر الإبلاغ عنها للسلطات الرومانية بأنها مسيحية، وذلك في زمن كان فيه المسيحيون يواجهون اضطهادًا شديدًا.
بعد أن تم الإبلاغ عنها، حاول الجنود نقلها إلى مكان للدعارة كعقاب. ولكن الأساطير تقول أنها أصبحت ثقيلة جدًا حتى لم يستطع الجنود تحريكها. بعد ذلك، حاولوا أضرم النار حولها، ولكنها لم تحترق. في النهاية، قُتلت بواسطة جرح في حلقها.
يتناقل البعض قصة تقول إن لوسي قامت بنزع عينيها وإرسالها إلى عاشقها الذي كان يعبر دائمًا عن إعجابه بجمال عينيها. وقد أرفقتها برسالة قالت فيها أنه الآن يمكنه أن يمتلك جمالها. تُصوّر لهذا السبب القديسة لوسي في بعض الأحيان وهي تحمل صحنًا فيه عينيها.
في الدول الاسكندنافية، خصوصًا السويد، هناك احتفالات خاصة بعيد القديسة لوسي في الثالثة عشر من ديسمبر. يشارك في هذه الاحتفالات الفتيات الشابات اللواتي يرتدين أروبًا بيضاء ويضعن إكليلًا من الشموع على رؤوسهن، ممثلاتً للقديسة لوسي التي تجلب النور والأمل.
تُعتبر القديسة لوسي رمزًا للمقاومة والإيمان الصادق. على الرغم من الاضطهاد الذي واجهته، استمرت في الإيمان بمبادئها وتمسكت بحبها للمسيح حتى النهاية. تُذكر قصتها باعتبارها تجسيدًا للتضحية والنور في الظلام.