في الديانات الابراهيمية يؤمنون بأن الروح تعود إلى خالقها حال وفاة الإنسان، لكن بعض العقائد مثل الهندوسية والبوذية تعتقد في تناسخ الأرواح، وهو عبارة عن انتقال الروح من جسد إلى آخر بعد الموت. هذا المفهوم ليس مجرد فكرة عابرة بالنسبة لهم، بل هو أحد أساسيات ديانتهم التي أسسها بوذا، وعلى الرغم من أنه لم يترك أي كتب مكتوبة، إلا أن تعاليمه قد نقلت شفويًا وسُجلت لاحقًا في مخطوطات الفيدا، التي تعد من أقدم المخطوطات على الأرض.
هذا الاعتقاد بتناسخ الأرواح ليس حكرًا على البوذية فقط، بل يمكن العثور عليه أيضًا في الكابالا اليهودية. وقد كان هذا الاعتقاد موجودًا قبل ظهور المسيحية بفترة طويلة، ويعتبر جزءًا أساسيًا من الهندوسية والبوذية وبعض فروع اليهودية وحتى في بعض القبائل الأفريقية.
على مر القرون، خصص العديد من الباحثين والعلماء وجهدًا كبيرًا في دراسة نظرية التناسخ. في العصر الحديث، قام العلماء في أوروبا وأمريكا بالبحث عن الأدلة العلمية لهذه الظاهرة، وتم تصنيفها ضمن علم الباراسيكلوجي.
الذين يؤمنون بالتناسخ يعتمدون على فلسفات مذكورة في مخطوطات الفيدا التي تؤكد أن كل مخلوق على الأرض يحمل جزءًا من الإله. بالنسبة لهم، يُعتقد أن الإنسان هو في الأساس كيان إلهي محتجز داخل جسد بشري. وفقًا لمعتقداتهم القديمة، إذا كانت أعمال الإنسان سيئة، قد تنتقل روحه إلى جسد حيوان أو نبات أو حتى جماد.
لكن مع مرور الوقت، اعتبر العديد من المؤمنين أن هذا الفكر قد يقلل من كرامة الروح البشرية. ولذا، قرروا التركيز على فكرة انتقال الروح فقط بين البشر. وعلى الرغم من أن هذه النظرية لم تُثبت علميًا حتى الآن، فإن العديد من المؤمنين ما زالوا يتمسكون بها بإيمان عميق.