Overview
After receiving bad news, Natalia, a young novice, returns home, where her sister Ángela asks her to travel with her and her friends to a mysterious place.
فيلم Luciferina هو تجربة سينمائية أرجنتينية تنتمي إلى مدرسة الرعب النفسي الطقوسي، يقدّمها المخرج غونزالو كالسادا بأسلوب جريء يمزج بين القداسة والتدنيس، بين الضوء الذي يتسلل عبر نافذة كنيسة قديمة، والظلال التي تزحف من قلب الغابة، حيث تتلاقى الأرواح، وتتماسّ القوى الخفيّة. تدور القصة حول ناتاليا، شابة تنتمي إلى خلفية دينية صارمة، تعود إلى منزل عائلتها بعد وفاة والدتها، وهناك تنجرف تدريجياً إلى عالم غريب من الطقوس الروحية التي تستدعي أشباح الماضي، وتكشف أسراراً دفنت منذ الطفولة.
منذ اللحظة الأولى، يأخذك الفيلم إلى أجواء كئيبة، لا صراخ فيها ولا فزع مباشر، بل تردد وتوتر يتراكم ببطء، كما لو أن الطبيعة نفسها تنتظر شيئاً ما. الكاميرا لا تكتفي بنقل الحدث، بل تراقبه بعين غريبة، تقترب من الوجوه بصمت، وترصد الحركات الصغيرة التي تنذر بما هو أفظع. في النصف الثاني من الفيلم، يتحول الإيقاع إلى شيء أقرب إلى الهذيان، حيث تتعاقب الطقوس، وتتشابك الرؤى، وتصبح ناتاليا ليست فقط فتاة تبحث عن أجوبة، بل كياناً يتعرض للانقسام، بين ما تعتقده إيمانًا، وما تكتشفه في دمها.
العناصر البصرية في الفيلم تخدم الغرض الروحي والرمزي بامتياز، فالأماكن مظلمة لكنها حقيقية، والمشاهد التي تتعلق بالطقوس مصمّمة بعناية لتكون مشحونة، لا فقط رعبًا بصريًا، بل كمشهد داخلي يحدث في روح المتفرّج نفسه. وهناك تداخل لافت بين الرغبة والجسد، وبين المحرّم والديني، في معالجة جريئة لثيمة الفداء والتضحية من خلال الطقوس التي ترتبط بالأعشاب المخدّرة وأساليب الشامانية.
لكن رغم كل هذا، لا يسلم الفيلم من بعض الارتباك، خاصة في رسم الشخصيات الثانوية، التي بدت في أحيان كثيرة مجرّد أدوات لدفع الحدث، دون عمق كافٍ لنتعلّق بها أو نخشى عليها. كما أن النهاية بدت أقرب إلى الانفجار الرمزي منها إلى إغلاق السرد بشكل مقنع، ما يجعل البعض يشعر بأن الفيلم اختار الغموض بدلاً من التفسير.
ومع ذلك، يظل Luciferina فيلمًا غير تقليدي، تجربة حسية وروحية معًا، مناسبة لمن يهوى الرعب المتداخل مع أسئلة الإيمان، والذين لا يبحثون عن الأجوبة بقدر ما يستمتعون بالتورّط في الأسئلة. هو فيلم لا يصرخ في وجهك، بل يهمس… وهمسه ثقيل.
AIQassem Rating
SUPERB!