The Ritual

فيلم The Ritual (2025) يُقدّم تجربة مختلفة ضمن تصنيف أفلام طرد الأرواح، ليس فقط لأنه مستوحى من وقائع حقيقية، بل لأنه يحاول النفاذ إلى البعد النفسي والديني للإنسان حين يواجه ما لا يمكن تفسيره. تدور أحداث الفيلم حول فتاة تدعى إيما شميت، تمر بتجارب غريبة وقاسية تجعل عائلتها تستنجد بقسيسَين: الأول مُسنّ وذو خبرة روحية طويلة، يجسده آل باتشينو بأداء غامض ومهيب، والثاني شاب متردّد يخوض هذا الطقس لأول مرة، يؤديه دان ستيفنز بصراع داخلي يتصاعد كلما اشتدّت الأحداث.

الغرفة التي يُجرى فيها الطقس تصبح شيئًا فشيئًا مسرحًا للتحوّل، ليس فقط لإيما التي تتصارع الأرواح داخلها، بل لكل من حولها، وكأنها مرآة كاشفة لكل ما يخفونه من شكوك وخطايا ومخاوف. المميز في الفيلم هو اهتمامه بتفاصيل الطقس الكاثوليكي، وتصويره المرهق للبُعد الجسدي والنفسي لما تعيشه الفتاة، لكنّه لا يسقط في فخ الرعب المبتذل، بل يمضي بهدوء مدروس، يرصد التغيّر البطيء في ملامح المعتقد والإيمان حين يُختبر أمام ما يُشبه الجحيم.

آل باتشينو يظهر بهيبة الكهنة القدامى، لكن أداءه تعرّض للنقد بسبب اللهجة غير المتّسقة، مما خفف من تأثير الشخصية في بعض المشاهد. ومع ذلك، هناك جاذبية في وقوفه، في صمته، في صلواته التي تتردد في فضاء مشحون بالقلق والرهبة. الموسيقى التصويرية جاءت خافتة، لكنها كافية لتُعزّز الشعور بأن ما يحدث يتجاوز الحواس، وأن هناك حضورًا آخر في المكان، حضور لا يُرى لكنه محسوس.

رغم ذلك، الفيلم لم يسلم من الملاحظات السلبية، فقد وصفه بعض النقاد بأنه يعيد تدوير كليشيهات أفلام طرد الأرواح دون أن يبتكر جديدًا، كما أن الإيقاع البطيء قد لا يرضي من يبحث عن الصدمة أو الرعب السريع. ومع هذا، فإن “The Ritual” يبدو أقرب إلى تأمل ديني منه إلى فيلم رعب تقليدي. لا يهم إن كنت تؤمن بما حدث لإيما أم لا، لأن الفيلم لا يسعى لإقناعك بوجود الشيطان، بل يريد فقط أن يُريك كيف يبدو الإنسان حين يقف عاريًا أمام ما لا يُفسّر، دون علم، دون سلاح، سوى إيمانه… أو بقاياه.